الرئيسة \  واحة اللقاء  \  قوات النظام السوري تطبق الحصار على مدينة درعا وتطالب أهالي "الصنمين" بتسليم السلاح الفردي 

قوات النظام السوري تطبق الحصار على مدينة درعا وتطالب أهالي "الصنمين" بتسليم السلاح الفردي 

07.07.2021
هبة محمد


القدس العربي 
الثلاثاء 6/7/2021 
دمشق -"القدس العربي": تصاعد النشاط العسكري للحلف السوري – الروسي في المنطقة الجنوبية من سوريا، متمثلاً بحصار وتهجير وتهديد بالتوغل في مدن درعا والصنمين وجاسم، وكان آخرها إطباق قوات النظام السوري الخناق على مدينة درعا، وإغلاق شريان المدينة الرئيسي، المخصص لإدخال المواد الغذائية والسلع الأساسية إلى المنطقة، ونشر قوائم لنحو 100 شخص في مدينة الصنمين شمال المحافظة، طالبتهم بتسليم “أسلحتهم الفردية” وفق مهلة محددة تنتهي بغضون 4 أيام. 
واستكملت قوات النظام حصار مدينة درعا صباح الاثنين، بإغلاق آخر طريق شرق المدينة، على خلفية رفض لجنة التفاوض في درعا البلد، تسليم 200 قطعة سلاح فردية، مقابل تفكيك اللجان المحلية التابعة للأجهزة الأمنية وإخراجها من مواقعها في حي المنشية وحي سجنة وجمرك درعا القديم، إضافة إلى سحب السلاح منهم، الأمر الذي اصطدم برفض شعبي واسع في المنطقة. 
مصادر محلية قالت لـ “القدس العربي” إن قوات النظام أغلقت الاثنين طريق الصوامع في منطقة غرز شرق مدينة درعا بالحجارة ومنعت السيارات من العبور. 
ووفقاً للمصدر فإن “مدينة درعا محاصرة منذ 10 أيام على التوالي، ويعتبر إغلاق طريق الصوامع اطباقا للخناق على المنطقة وتهديدا صريحا باقتحام وتوغل قوات النظام في درعا البلد”. 
ويعتبر طريق الصوامع الذي يصل مدينة درعا بالريف الشرقي منفذا كانت تعبره سيارات الخضار والمواد التموينية إلى درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا. 
وكانت لجنة التفاوض قد نفت حيازة سكان المدينة أي نوع من الأسلحة باستثناء الأسلحة الشخصية التي يمتلكها الأهالي في إطار طبيعة حوران العشائرية التي تفرض امتلاك أبنائها للسلاح وتوارثه عن الأجداد، بغرض الحماية، لكن ما زاد من تمسك الأهالي بالسلاح هو الانفلات الأمني الذي تعاني منه درعا بعد سيطرة قوات النظام على مناطق واسعة من الجنوب السوري في تموز 2018، ، في ظل زعزعة الثقة بين الأهالي والضامن الروسي الذي لم يلتزم بتنفيذ بنود اتفاقية التسوية بالإفراج عن المعتقلين، في حين التزمت فصائل الثوار تسليم سلاحها وقتذاك. 
تزمنا، شهدت مدن وقرى محافظة درعا، خلال الأيام الفائتة تظاهرات ووقفات احتجاجية في مناطق متعددة نصرة لدرعا البلد، كما شهدت بلدات حوض اليرموك، والمزيريب، وتل شهاب، شعارات مناهضة للنظام. 
وانتقالا إلى شمال المحافظة، استقدمت قوات النظام صباح الإثنين تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط مدينة جاسم شمال درعا وسط أنباء عن هجوم مرتقب يستهدف المدينة، وشملت التعزيزات آليات ثقيلة ودبابات تابعة للفرقة 25 توزّعت على محاور عدة في محيط جاسم أبرزها في مواقع على الطرق المؤدية إلى إنخل شرق المدينة ونوى جنوبها، ومنعت العبور، ذهاباً وإياباً، منه”. 
في غضون ذلك، نشرت قوات النظام السوري، قوائم تضم 97 اسما من أبناء مدينة الصنمين شمال درعا، طالبتهم بتسليم “أسلحتهم الفردية” وفق مهلة محددة تنتهي بغضون 4 أيام، يوم الخميس 8 يوليو/تموز الجاري. 
وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران لـ “القدس العربي” إنّ ضباطاً من الأجهزة الأمنية ادّعوا بوجود أسلحة فردية في المدينة تشمل رشاشات كلاشنكوف ومسدسات، يجب تسليمها لهم في حلول يوم الخميس القادم، مهدّدين بحملة عسكرية على المدينة، إذا لم يتم ذلك. 
وأضاف الحوراني أن من بين القوائم المنشورة، هناك أكثر من 25 اسماً لأشخاص مدنيين، وجهت لهم تهمة حيازة السلاح على الرغم من عدم امتلاكهم أي نوع منه. وبحسب المصدر فإنّ القائمة تحوي على اسم قتل على يد قوات النظام السوري على طريق “كفر شمس – الصنمين” قبل نحو 5 أعوام وهو محمد عمر العثمان، عنصر في الجيش الحر، ويتحدر من مدينة الصنمين. 
وعن بقية الأسماء أشار المصدر إلى أنها لعناصر سابقين في فصائل المعارضة سلموا أسلحتهم لفصائلهم، ولم ينضموا لأي تشكيل عسكري يتبع للأجهزة الأمنية، الأمر الذي يؤكد نية النظام الانتقام منهم، كونهم لا يملكون أسلحة ليسلموها. 
ولا تضم القائمة أي اسم لعناصر اللجان المحلية التي تعمل لصالح جهاز الأمن العسكري في المدينة ممثلة بمجموعة يقودها المدعو “علي عباس” وأخرى يقودها “علاء جمال اللباد” (الجاموس)، والتي نفذت حزمة من الانتهاكات بحق أبناء المدينة، أهمها تنفيذ عمليات اغتيال بحق معارضين للنظام، إضافة إلى المساهمة في عمليات الاعتقال لصالح النظام. 
وأضاف “لا يستبعد ناشطون، تصوير النظام في المرحلة القادمة، عدداً من الأسلحة الفردية وبثها عبر وسائله الإعلامية، من أجل إرسال رسالة لكافة مناطق المحافظة بأن هذا السيناريو الذي سيطبق للجميع في مقبل الأيام”.